تفنيت عبر القرون

**Admin** Jeu 12 Sep - 13:52

بسم الله، كان يا مكان في قديم الزمان قرية بحرية يأوي اليها الصيادون، الذين عرفوا ببساطة عيشهم وحرصهم على عذرية برهم وبحرهم فتكيفوا مع تقلبات مجالهم ولم يكيفوه بقوة المكننة -التكاتر وتراكسات والبوكلانات وحفارات الابار العميقةـ والاموال الربوية، كما فعل ويفعل فيه من حلوا به مؤخرا لتلبية اطماعهم المادية، تغدى سلفهم القديم بالمحار والاسماك بدليل بقايا اداوتهم التي وجدت بالقرب من تيفنيت، وعمرها الجازوليون وخبروا ببحرها ومنهم من وصل واستقر بجزر المحيط وجاء المعقليون باستدعاء من الزكندري في ق13م فحدث الاصطدام العظيم وبعد القبول بالحماية البرتغالية في 1497م بماسة واستنكارها من طرف الحلف الگسيمي الاعرابي وبعد تحرير ماسة 1516م انقلب التحالف وتحول الحلف المناوئ للماسيين برآسة مالك بن داود الزيراري الى مناصر للبرتغاليين ضد السعديين الذين حاربوا ذلك الحلف وحرموه من امتيازاته ثم التأم العرب والامازيغ فاشتركوا في طرد البرتغاليين من اگادير 1541وتعاونوا على الجهاد وحراسة الشواطيء مخافة عودة محتملة للبرتغال عدوهم المشترك. ومن ذلك العهد اندمج الامازيغ والعرب فسيطر الامازيغ على سهل قرب الماء وضفاف الوديان الى مصب وادي سوس وماسة وتركوا سهل بعد الماء الى السطح المحادي للبحر لاصحاب الرعي والصيد البحري وفيما بينهما شريط يمثل العرب القدماء منهم بقايا ايت عميرة وفرع معقلي قديم اقرب الى الجراريين من الحسانيين! ومخزن اولاد الدليم الذي كان له رغم طابعه السلطوي العنيف دور في ضبط الفوضى القبلية الميالة للاستقلال عن المركز من حيث الواجبات وقد حاول قائدهم محمد بن احمد بن مبارك الدليمي بطلب من اولاد ابي السباع بانشاء مرسى تبادل تجاري مع الاوربيين بتيفنيت في 1794 التي كان تترد عليها السفن الصغيرة لتبادل ماء آبارها العذب "لذلك سميت منطقة تيفنيت بسبع بيور في الخرائط القديمة" وبعض مواد الساحل بالسلع الاوربية "حسب الانجليزي جيمس گراي جاكسن" وقد حضر من اجل ذلك المشروع الامير مولاي عبد السلام العلوي الى دار الدليمي بتين القايد في 1794م. وبذلك المجال اختلطت انساب وحرف وتقاليد واعراف العرب والامازيغ وحتى اللهجة عند معظم سهل ساحل شتوكة تحولت الى خليط لغوي دو بنية ولكنة امازيغية. فعاشوا بسلام بعد الغزو البرتغالي والفرنسي الى ان حلت الالفي الثانية ومع النمو الديموغرافي وانتشار المكننة -الآلات الميكانيكية في محل العضلات" وقصور توفير الحاجيات الغدائية بالطريقة التقليدية "المواد البلدية" فحدث انقلاب دراماتيكي ربحت فيه الشركات الفلاحية والدولة شهرت الطماطم الشتوكية بالاسواق العالمية وبالعمق الافريقي مرورا من معبر الگرگرات وتقنيات السقي وبالخصوص تحلية ماء البحر وهذه مكاسب عظيمة يقابلها استنزاف الفرشة السطحية والعميقة "بالفوراجات" وتحول دواوير الساكنة المحلية الى گيتوهات محاطة بضيعات وملوثات الشركات الفلاحية التي التهمت "الفدادين والمحروم/الخلا" الذي كان مرتع ماشيتهم. والضربة القاضية لتلك القرية اليتيمة لم تأتي من وراء البحار "الايبيريين" بل جاءتهم "التراكس" من الداخل وحولت تيفنيت الى ركام في يوم الثلاثاء 23 دجنبر 2023 وهي التي اي تيفنيت قد تحدث عنها الايبيريون في القرن 16م والانجليز والفرنسيين ووصف معالمها البحار البرتغالي دورت باشيكو في 1508م ونعتها بTefinet وكانت بها تداريب الانزال الامريكي بشمال افريقيا 1942 ومؤخرا خُصص لها مقال بجريدة فرنسية

هاذا المقال المعبر عن واقع تفنيت و مسيرتها ليس من كتابتي فقد وجدته ضمن ملفات في حاسوبي وتعذر علي إيجاد كاتبه ـ المرجو من العابرين والقراء إن كانوا علي علم بكاتبه أن يرشدوني الي إسمه وشكرا